إن مؤلفي فن المنطق اتفقوا في تعريفه بأنه (آله قانونية تعصم مراعاتها الذهن عن الخطأ في الفكر) واتفقوا فيما أعلم أن واضع هذا الفن الحكماء اليونانيون، وكوْنهم قائلين بقدم العالم على قدم، فلا يخلو من أمورٍ، إما عدم صحة التعريف، وإما ادَّعاء أن الواضعين لم يراعوها، وإما كونهم محقين في ذلك.
على كلٍّ أزيلوا الإشكال، كما جعلكم ...
إننا نجزم بأن ما ذكروه في تعريف المنطق لا يصح باطرادٍ، وأن حكماء اليونان وغيرهم ممن كانوا يحاولون إثبات العلوم العقلية بأنواعها حتى الإلهيات لم يستطيعوا بتطبيقها على قواعد المنطق مراعاة أحكامه لا في التصورات، ولا في التصديقات، فتحديد الكليات التي يؤلَّف منها الحد، والرسم في التصورات، ومقدمات القياس، ولا سيما البرهان الذي ...
أكمل القراءة