ما هو الإيمان؟
يقول السائل: قضية الإيمان والشرك شغلت كثيرا من الناس، وقد ورد في رأي كثير من العلماء أن الإيمان الكامل هو إقرار باللسان وتصديق بالقلب وعمل بالأركان.
ويسأل ما هو المطلوب منه حتى يكون مؤمنا؟ وهل الإنسان يملك قلبه فيجعله يصدق أو يكذب، وأنا لا أملك سوى أن يقر بأن الله واحد، وأن الساعة حق، والجنة حق، والنار حق، وأن محمدا رسول الله، وأن كل ما في القرآن حق، ويؤدي كل ما أقر الله به من صلاة وصوم وزكاة... إلخ، ويقول بأنه لا يملك قلبه وعقله فيجعلهما يقران بما علم من الدين بالضرورة وطلب توضيح ذلك.
إن القلب جزء من الإنسان ومن جوارحه، فإذا كان الإنسان يقر بإيمانه باللسان ويعمل عملا كاملا بأركان الإسلام فالقلب يصدق على ذلك؛ لأن القلب عضو من أعضاء الإنسان داخل جسده الذي يقوم بعمل أركان الإسلام، لكن الشخص نفسه لا يجعل القلب يصدق أو يكذب، ولأن القلوب بين يدي الرحمن يقلبها كيف يشاء، وجسد الإنسان كله خاضع لله، وأن القلب بطبيعته يتبع الجسد ويتبع اللسان، فإذا خالف اللسان القلب يكون نفاقا؛ لأن اللسان لا بد أن يعبر عن ما في قلبه وعقله، فإذا عبر اللسان بما ليس في قلبه فيظهر ما يخفيه القلب فيكون آثما وكاذبا ومنافقا. أما قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ[٢٤]﴾ [الأنفال: 24].
قال ابن عباس: يحول بين المؤمن والكافر.
وقال السدي: لا يستطيع أن يؤمن ولا يكفر إلا بإذنه. أي مشيئته.
وقد روي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكثر أن يقول: «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك»، وحديث آخر: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ما من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن رب العالمين إذا شاء أن يقيمه أقامه، وإذا شاء أن يزيغه أزاغه»، وكان يقول: «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك»، قال: «والميزان بيد الرحمن يخفضه ويرفعه».
وحيث إن الإنسان المؤمن عن عقيدة راسخة ثابتة فالله سبحانه وتعالى يجعل قلبه مليئا بالإيمان، والذي يجب عليك أن تفعله لكي تكون مؤمنا هو أن تؤمن بالله وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقضاء خيره وشره وحلوه ومره، وأن تقر باللسان، وأن تعمل بالعقل والجسد والجوارح، وأن تؤدي أركان الإسلام الخمسة، فإذا ما قمت بكل هذا في خشوع وخضوع وإيمان فالله سبحانه وتعالى يجعلك مؤمنا ويعينك على فعل الخير؛ لأن اللسان يقر بما يصدقه القلب.
المبادئ:-
1- من المعلوم من الدين بالضرورة الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقضاء خيره وشره وحلوه ومره.
دار الإفتاء المصرية
رقم الفتوى: 474-3 لسنة 1997 تاريخ النشر في الموقع : 15/12/2017