• معنى استواء الله تعالى على العرش

    أنا شخص مسلم والحمد لله، وفي بعض المرات أصلي إمامًا في المصلى المجاور لمحل سكني، وفي إحدى المرات كنت أتناقش مع أحد الإخوة فقلت له: إن الله موجود على العرش، ومن يومها لم يصلّ خلفي، لأنه يريدني أن أقول إن الله موجود في كل مكان.

    على أن يجاب عن السؤال التالي: أين الله؟ أرجو بيان الصحيح في ذلك وجزاكم الله خيرًا.
     

    قال الله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى[٥]﴾ [طه: 5].

    وقال سبحانه: ﴿مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [المجادلة: 7].

    قال القرطبي: (والذي ذهب إليه أبو الحسن وغيره أنه مستو على عرشه بغير حد ولا كيف كما يكون استواء المخلوقين)، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: (يريد خلق ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة وبعد القيامة) القرطبي (11/169).

    وقال مالك رحمه الله تعالى: (الاستواء معلوم أي في اللغة والكيف مجهول والسؤال عن هذا بدعة، وكذا قالت أم سلمة رضي الله تعالى عنها) القرطبي (7/ 220).

    وقال الفراء في تأويل قوله تعالى: ﴿هُوَ مَعَهُمْ﴾: (المعنى غير مصمود والعدد غير مقصود؛ لأنه تعالى قصد وهو أعلم أنه مع كل عدد قل أو كثر يعلم ما يقولون سرًا وجهرًا ولا تخفى عليه خافية) القرطبي ([17]/[290]).

    وعليه فإن مذهب أهل السنة والجماعة أن الله تعالى استوى على العرش استواء يليق بذاته، وهو معنا أينما كنا معية تليق بذاته، ولا يزيدون على ذلك، وهو ما يجب التزامه وعدم الخروج عليه.

    والله أعلم.

    الدرر البهية من الفتاوى الكويتية

    رقم الفتوى: 2 تاريخ النشر في الموقع : 27/12/2017

    تواصل معنا

التعليقات

فتاوى ذات صلة