تحسين الصوت في القرآن والأذان
حكم تحسين الصوت في القرآن والأذان؟
إن كان تحسين الصوت بهما لا يصل إلى حد الغناء بهما فذلك حسن، قال ابن القيم رحمه الله: كان صلى الله عليه وسلم يحب حسن الصوت بالأذان والقرآن ويستمع إليه، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: « ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن ويجهر به » [1] متفق عليه، ولقوله صلى الله عليه وسلم: « زينوا القرآن بأصواتكم » [2] رواه أحمد وأصحاب السنن إلاَّ الترمذي وابن حبان والحاكم عن البراء ، وزاد الحاكم : « فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنًا » [3] . قال بعض أهل العلم: معنى يتغنى بالقرآن: يحسن قراءته ويترنم به ويرفع صوته به، كما قال أبو موسى للنبي صلى الله عليه وسلم: لو علمت أنك تسمع قراءتي لحبرته لك تحبيرًا [4] ، وأما أداؤهما بالألحان والغناء فذلك غير جائز، قال ابن قدامة رحمه الله في كتابه [المغني]: (وكره أبو عبد الله القراءة بالألحان وقال: هي بدعة... ) إلى أن قال: (وكلام أحمد محمول على الإِفراط في ذلك، بحيث يجعل الحركات حروفًا ويمد في غير موضعه) [5] . اهـ. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
1) أحمد (5 / 271، 450)، والبخاري [فتح الباري] برقم (5023، 5482، 5544)، ومسلم برقم (792)، وأبو داود برقم (1473)، والدارمي برقم (3500)، وأخرج نحوه ابن ماجه برقم (1334).
2) أحمد (4 / 283، 285، 296، 304)، وأبو داود برقم (1468)، والنسائي في [المجتبى] (3 / 179)، وابن ماجه في السنن برقم (1336)، والحاكم في [المستدرك] (1 / 574)، والدارمي برقم (3503)، والبيهقي في [السنن الكبرى] (2 / 53) و (10 / 229)، وأبو نعيم في [الحلية] (5 / 27) و (7 / 139).
3) الحاكم (1 / 575)، والدارمي في [السنن] برقم (3504).
4) البخاري [فتح الباري] برقم (5048)، ومسلم برقم (793)، وانظر [فتح الباري] (9 / 93).
5) [المغني] (9 / 180).
فتاوى اللجنة الدائمة
رقم الفتوى: 829-2 تاريخ النشر في الموقع : 19/01/2018