وجوب تعاهد القرآن
ما حكم من استظهر كتاب الله على ظهر قلبه ثم نسيه، هل يعاقب أو لا؟
القرآن كلام الله تعالى، وهو أفضل الكلام ومجمع الأحكام، وتلاوته عبادة تلين بها القلوب، وتخشع النفوس، إلى غير ذلك من منافعه التي لا تحصى، من أجل ذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتعاهده حتى لا ينسى، فقال صلى الله عليه وسلم: « تعاهدوا القرآن، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتًا من الإِبل في عقلها » [1] ، فلا يليق بالحافظ له أن يغفل عن تلاوته، ولا أن يفرط في تعاهده، بل ينبغي أن يتخذ لنفسه منه وردًا يوميًّا يساعده على ضبطه، ويحول دون نسيانه رجاء الأجر والاستفادة من أحكامه عقيدة وعملاً، ولكن من حفظ شيئًا من القرآن ثم نسيه عن شغل أو غفلة ليس بآثم، وما ورد من الوعيد في نسيان ما قد حفظ لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
1) أحمد (4 / 411)، والبخاري [فتح الباري] برقم (5033)، ومسلم برقم (791)، والنسائي في [المجتبى] (2 / 154)، و [فضائل القرآن] برقم (64)، وابن أبي شيبة في [المصنف] برقم (10041)، والدارمي في [السنن] برقم (2248)، والحاكم في [المستدرك] (1 / 553).
فتاوى اللجنة الدائمة
رقم الفتوى: 5169 تاريخ النشر في الموقع : 19/01/2018