يحرم رفع النظر في الصلاة
هل رفع النظر في الصلاة يبطلها أم مكروه أم لا شيء فيه، وكذلك ما حكم الحركة في الصلاة القليلة والكثيرة وما حكم الإشارة باليد أثناء الصلاة؟
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة وتوعد عليه، ففي (صحيح البخاري) وغيره عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم فاشتد قوله في ذلك حتى قال: لينتهن أو لتخطفن أبصارهم » [1] فهذا وعيد شديد يدل على التحريم، ولكنه لا يبطل الصلاة، وأما الحركة في الصلاة بأن يعبث بيده أو رجله أو لحيته أو ثوبه أو غير ذلك فمنهي عنه، لما روي في (سنن الترمذي) أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يعبث في صلاته فقال: « لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه » [2] ، وإذا كثـر الفعل الذي من غير جنس الصلاة عرفًا وتوالى أبطلها، والإشارة باليد جائزة للحاجة؛ لما في الصحيحين من حديث عائشة وجابر بن عبد الله رضي الله عنهما لما صلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم جالسًا في مرض له فقاموا خلفه فأشار إليهم أن اجلسوا. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
1) صحيح البخاري الأذان (750) ، سنن النسائي السهو (1193) ، سنن أبي داود الصَّلاَةِ (913) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1044) ، مسند أحمد (3/258) ، سنن الدارمي الصلاة (1302).
2) أخرجه ابن المبارك في (الزهد) (ص419) برقم (1188) والمروزي في (تعظيم قدر الصلاة) 1 / 194 برقم (151) وعبد الرزاق 2 / 266 - 267 برقم (3308-3309) وابن أبي شيبة 2 / 289، كلهم رووه موقوفا على سعيد بن المسيب، وذكره الحكيم الترمذي في(نوادر الأصول ) في الأصل الخامس والأربعين بعد المائه (ص 184) كما ذكره البيهقي في (السنن) 2 / 285 تعليقًا. وانظر (المغني عن حمل الأسفار في الأسـفار) ( مطبوع مع الإحياء) 1 / 150، (والسلسلة الضعيفة) 1 / 143 برقم (110)، (وإرواء الغليل) 2 / 92 - 93 برقم (373) .
فتاوى اللجنة الدائمة
رقم الفتوى: 6895 تاريخ النشر في الموقع : 19/01/2018