• الجواب عن مسألة طهارة الخمر

    ألتمس من تحقيقاتكم أن تفيدونا عن بعض القائلين بطهارة الخمر المفهومة من قولكم في الجواب المذكور، وإن كانت نجاستها حسية، كما هو المعروف عن الفقهاء القائلين بذلك، إلخ. لنكون على بصيرة بواسطتكم من حكم الكتاب والسنة، إذ لم نفهم منهما إلى الآن طهارة الخمر المتخذة عن عصير العنب وثمرات النخيل[1] .

    لما أفتينا بطهارة الأعطار الإفرنجية، وهو ما اطلعتم عليه في ص500[2] من مجلد المنار الرابع، ردّ علينا بعض المتطفلين على موائد العلم برسالة رددنا عليها في ذلك المجلد ردًا، لو اطلعتم عليه لما سألتم هذا السؤال، فلكم أن تراجعوه في ص812 وما بعدها وص866 وما بعدها، ترون فيه النقل عن الإمام ربيعة فقيه المدينة وشيخ الإمام مالك، وعن الإمام داود القول بطهارة الخمر معزوًا إلى بعض من نقله كالإمام النووي. وأنتم تعلمون أن الأصل في الأشياء الطهارة، ما لم يرد نص عن الشارع بالنجاسة، ولا نص في نجاسة الخمر كما بينا ذلك هنالك، فقولكم إنكم لم تفهموا من الكتاب والسنة طهارتها في غير محله، لأن هذا هو الأصل، وإلا فأين النص من الكتاب والسنة على طهارة الأشجار والأحجار والدبس والزيت وغير ذلك.

    [1] المنار ج10 (1907) ص365-366.
    [2] المنار ج4 (1901) ص500-503: وص821-827: وص866-871.

    فتاوى الشيخ محمد رشيد رضا

    رقم الفتوى: 232 تاريخ النشر في الموقع : 03/12/2017

    المفتي: محمد رشيد رضا
    تواصل معنا

التعليقات