السهر لتلاوة القرآن بالأجر
السهر في ليالي رمضان عند بعض الناس بالأجر لإحياء ليالي شهر رمضان هل هذا يجوز أم لا يجوز أم حلال أم حرام، أم منهي عنه مع الدليل من الكتاب والسنة؟ حيث أنني أسهر عند بعض الناس كل عام، وأردت أن أمتنع هذا العام حتى أعرف الدليل أرجو إفتائي جزاكم الله خيرًا.
أمر الله تعالى بعبادته وحث على تلاوة كتابه ودراسته، وهذا في ليالي رمضان آكد، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه » [1] وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر والأواخر من رمضان أحيا ليلها وحث أهله وأمته على ذلك، فمن فعل ذلك ابتغاء مرضاة الله ورجاء ثوابه فله أجر عظيم. أما ما اعتاده بعض المسلمين من السهر في ليالي رمضان في غير بيوتهم لتلاوة القرآن بأجرة فهو بدعة سواء قصدوا بذلك حصول البركة لهذه البيوت ولأهلها أو قصدوا هبة ثواب ما قرءوا لأهلها أحياء وأمواتًا، فإنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعله؛ فكان بدعة محدثة، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » [2] وفي رواية: « من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد » [3] ، وعلى هذا فلا أجر لمن فعله، ولا لمن ساعد عليه، بل عليه وزر لابتداعه وإحداثه في الدين ما ليس منه. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
1) أخرجه مالك في الموطأ 1 / 113، والإمام أحمد 2 / 281، 289، 408، 423، 473، 486، 503، 529، والبخاري 1 / 14، 251، ومسلم 1 / 523 برقم (759)، وأبو داود 2 / 103 برقم (1371)، والترمذي 3 / 172، برقم (808)، والنسائي 3 / 154- 158، 201، 202، 8 / 117، 118، الأرقام (1602، 1603، 2191، 2192، 2194- 2202، 2206- 2208، 5024- 5027)، والدارمي 2 / 26، وعبد الرزاق 4 / 258 برقم (7719، 7720)، والطبراني في الأوسط من حديث عائشة 5 / 485، برقم (4919)، والبيهقي 2 / 492، 493.
2) صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256).
3) صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180).
فتاوى اللجنة الدائمة
رقم الفتوى: 5049 تاريخ النشر في الموقع : 19/01/2018