• شرب الدخان في مجلس القرآن

    جرى الخلاف بين طائفة من أهل العلم في حكم التدخين، أي شرب الدخان في مجلس تلاوة القرآن الشريف، فمنهم من حرَّمَه ومنهم من جوَّزه مع الكراهية مراعاة للآداب، ولم يذعن أحد الطرفين لقول الآخر، وحيث إن سيدي ممن يُرجع إليه في فصل الخلاف، فقد حررت هذا لفضيلتكم راجيًا التفضل بالجواب مبسوطًا في العدد الآتي في مجلتكم، مؤيدًا بالحجج الإقناعية بدون إحالة على ما نشرتموه سابقًا في المجلة لإجماله ولصعوبة العثور عليه الآن على مثلنا[1]، ولفضيلتكم جزيل الشكر.

    قد بسطنا الكلام في هذه المسألة في الفتوى 71[2]، وحاصل رأينا أن شرب الدخان في مجلس القرآن يعد محظورًا إذا كان العرف العام يعده من إساءة الأدب، وإلا وجب على كل امرئ مراعاة ما يعتقده، وتطمئن إليه نفسه مع الاحتياط في التزام الأدب. وإن الجرأة على التحريم من أكبر الجنايات على الدين، إذا لم يكن الدليل عن الشارع واضحًا نصًّا أو دلالة، ولا نص في مسألتنا ولا دليل إلا ما يقال في مسألة الأدب، وهو شيء يتعلق إما بالعرف وإما باعتقاد الشخص، وهو ما اعتمدنا عليه من قبل، وما نقوله الآن، والله أعلم.

    [1] المنار ج12 (1909) ص100-101.
    [2] المنار ج7 (1904) ص537. انظر أعلاه فتوى رقم 94.

    فتاوى الشيخ محمد رشيد رضا

    رقم الفتوى: 272 تاريخ النشر في الموقع : 03/12/2017

    المفتي: محمد رشيد رضا
    تواصل معنا

التعليقات