الصبر على البلاء ومنه المرض
إني عندي إعاقة، فهي لا تمنعني من الحركة، بل جسم سوي وكامل، ولكن القيام غير طبيعي، وعدم حمل أشياء ثقيلة فقط والحمد لله، وفقدان السمع نهائي، فصبري لقدر الله قليل، فأريد آيات الله وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم التي تبشر بالصبر على البلايا حتى أزداد أملاً في الله.
المشروع للمسلمة عند وقـوع المصائب المؤلمة الصـبر والاحتساب ، وأن تقول: (إنا لله وإنا إليه راجعون) وأن تحـذر من الجزع والأقوال المنكـرة؛ لقول الله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [ البقرة : 155 - 157 ] وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها؟ إلا آجره الله في مصيبته، وأخلف له خيرًا منها » [1] رواه مسلم ، وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قـال: « عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خيـر، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له » [2] رواه مسلم . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قـال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة » [3] رواه الترمذي وقال: حسن صحيح. كما نوصيك- أيتها الأخت- بدعاء الله سبحانه وصدق اللجوء إليه أن يكشف عنك ما بك من ضر، مع الأخذ بالأسباب المباحة، فما أنزل الله داء إلا وأنزل له شفاء. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
1) مالـك في ( الموطـأ ) 1 / 236 ، وأحمـد 4 / 27 ، 6 / 309 ، 313 ، 317 ، ومسـلم 2 / 633 ، بـرقم (918) ، واللفـظ لـه ، وأبـو داود 3 / 488 بـرقم (3119) ، والترمـذي 5 / 533 بـرقم (3511) ، والنسـائي في ( الكـبرى ) 9 / 393 بـرقم ( 10842 - 10844 ) ، ط : مؤسسة الرسالة ، وابن ماجه 1 / 509 برقم ( 1598)
2) رواه من حديث صهيب بن سنان الرومي رضي الله عنه : أحمد 4 / 332 ، 333 ، 6 / 15 ، 16 ، ومسلم 4 / 2295 برقم ( 2999 ) واللفظ له ، والدارمي 2 / 318 ، وابن حبان 7 / 155 - 156 برقم ( 2896 ) ، والطبراني في ( الكبير ) 8 / 40 برقم ( 7316 ، 7317 ) ، وفي ( الأوسط ) 4 / 153 ، 7 / 242 برقم ( 3849 ، 7390 ) ، ط : دار الحرمين بالقاهرة ، وأبو نعيم 1 / 154 - 155 ، والبيهقي في ( السنن ) 3 / 375 ، وفي ( الشعب ) 8 / 409 ، 17 / 483 برقم ( 4169 ، 9476 ) ، وفي ( الآداب ) ص / 383 برقم ( 1031 ) ت : عبد القدوس نذير .
3) أحمد 2 / 287 ، 450 ، والبخاري في (الأدب المفرد) ص / 174 برقم (494) ، والترمـذي 4 / 602 برقم (2399) ، وابـن أبـي شيبة 3 / 231 ، وأبـو يعلـى 10 / 319 ، 406-407 ، بـرقم (5912 ، 6012) ، والحـاكم 1 / 346 ، 4 / 314-315 ، وابن حبان 7 / 176 ، 187 برقم (2913 ، 2924) ، والبزار (كشف الأستار) 1 / 363 برقم (761) ، والأصبهاني في (الترغيب والترهيـب) 1 / 335 برقم (563) ، ت : أيمن شعبان ، وابن أبي الدنيا في (الصـبر) ص / 81 ، بـرقم (108) ت : محمـد خـير ، وأبـو نعـيم في (الحليـة) 3 / 265 ، 7 / 91 ، 8 / 212 ، والبيهقـي في (السـنن) 3 / 374 ، وفي (الشـعب) 17 / 355 بـرقم ( 9377 ) ، ط : الهند ، وفي ( الآداب ) ص / 394 برقم ( 1060) ، ت : عبد القدوس نذير ، والبغوي 5 / 246 برقم ( 1436 ) .
فتاوى اللجنة الدائمة
رقم الفتوى: 18568 تاريخ النشر في الموقع : 21/01/2018