الإحسان إلى الوالدين الكافرين
أنا مسلم منذ أن كان عمري 15 عامًا، ولكن والدي ليسا مسلمين، وقد أوصانا الإسلام بالإحسان إلى الوالدين، وفي الوقت نفسه عدم زيارة غير المسلمين، وأنا قلق جدًّا بهذا الشأن، فإذا حدث وتوفي والدي أو أحدهما قبلي، فماذا أعمل في هذه الحالة؟
أمر الله سبحانه وتعالى بالإحسان إلى الوالدين الكافرين، مع عدم طاعتهما في معصية الله، وعدم محبتهما في القلب، فقال تعالى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ﴾ [ لقمان : 14 - 15 ] وقال تعالى: ﴿ لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ ﴾ [ المجادلة : 22 ] الآية. فيجب على الولد الإحسان إلى والديه الكافرين بالنفقة إن كانا محتاجين، وبالمعاملة الحسنة ودعوتهما إلى الله، وإذا ماتا على الكفر فإنه يتولاهما، ويرثهما أقاربهما الكفار لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « لا يرث الكافر المسلم ولا المسلم الكافر » [1] . وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
1) سنن الترمذي الفرائض (2107) ، سنن ابن ماجه الفرائض (2730) ، مسند أحمد بن حنبل (5/203) ، موطأ مالك الفرائض (1104) ، سنن الدارمي الفرائض (2998).
فتاوى اللجنة الدائمة
رقم الفتوى: 20373 تاريخ النشر في الموقع : 21/01/2018