الكلام وقت خطبة الجمعة
إنه قد جرت عادة في بعض بلاد جاوه يقرأ المؤذن أو المرقي عند صعود الخطيب على المنبر لقراءة الخطبة آية: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ﴾ [الأحزاب: 56] الآية. أو شيئًا من الأحاديث كقوله صلى الله عليه وسلم «إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَنْصِتْ، فَقَدْ لَغَوْت» اهـ. الجامع الصغير، فهل يسن ذلك أم لا؟ ومما قاله (المؤذن أو المرقي) روي عن أبي هريرة رضي الله عنه (أن يوم الجمعة سيد الأيام وحج الفقراء وعيد المساكين والخطبة فيها مكان الركعتين، فإذا صعد الخطيب على المنبر فلا يتكلمن أحدكم ومن يتكلم فقد لغا ومن لغا فلا جمعة له) اهـ. فهل صح أن هذا الحديث رواه أبو هريرة رضي الله عنه أو غيره، أو هو من أقوال العلماء؟ وفي أي كتاب يذكر؟ هذا والمرجو لسيدي من فضيلتكم أن تجيبوني وأكون ذاكرًا لكم جميل الذكر وحسن الثناء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذه العادة معروفة في مصر وسورية أيضًا وما هي بسنة مأثورة تتبع، وإنما هي عادة كما ذكرتم، والحديث الأول متفق عليه في الصحيحين ولا بأس بذكره قبل الخطبة بقصد النصيحة والتذكير، ولكن لا ينبغي أن يداوم عليه بكيفية مخصوصة تُوهِمُ أنَّ تلاوته سُنّة مأثورة، وأما الحديث الثاني «يوم الجمعة سيد الأيام»... إلخ فلا يصح، وأوله ذكر في بعض كتب الموضوعات.[1]
[1] المنار ج13 (1910) ص114-115.
فتاوى الشيخ محمد رشيد رضا
رقم الفتوى: 319 تاريخ النشر في الموقع : 03/12/2017