قول الله والنبي محييكم الله والنبي يحييكم
كنا في مجلس وصاحب الدار يرحب بضيوفه بالعبارة التالية: (الله والنبي محييكم، الله والنبي يحييكم) ويكرر هذه العبارة مرات عديدة، اعترض عليه أحد الحضور وقال: هذه العبارة لا تنبغي، وهي من تحيات بعض الفرق الضالة. آمل من فضيلتكم التكرم بتوضيح الحكم في قول هذه العبارة، بالتفصيل وبالأدلة الشرعية، ليستفيد الجميع
.
ترحيب الإنسان بضيوفه ودعائه لهم بالعبـارة المذكورة في السؤال هي مما تعودها بعض الناس، والمحذور فيها إتيانه بالنبي في دعائه أن يحييه، والنبي - صلى الله عليه وسلم - بعد موته لا يملك ذلك، والوارد في حقه - صلى الله عليه وسلم - أن الله يرد له روحه عندما يصلى ويسلم عليه فيرد على ذلـك، فالتحية لا تكون إلا من قبل الحي لا الميت، ولو اقتصر على قولـه: (الله يحييكم)، أو نحو ذلك مما لا محذور فيه لكان أولى وأسلم، فـالله سبحانه حيَّا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمته بالصلاة والسلام عليهم، قـال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ ﴾ [ الأحزاب : 43 ] إلى قولـه: ﴿ تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ ﴾ [ الأحزاب : 44 ] الآيـة، والصـلاة من الله على العبـد هـي: رحمته له وبركته لديه، وثناؤه على العبد عند الملائكة. والسلام هو تحية المؤمنين بينهم في الدنيا، وفي جنته يحيي بعضهم بعضا بالسلام، وقـال ابن كثير في تفسيره: الظاهر أن المراد والله أعلـم: ﴿ تَحِيَّتُهُمْ ﴾ [ الأحزاب : 44 ] أي: من الله تعالى، ﴿ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ ﴾ [ الأحزاب : 44 ] أي: يوم يسلم عليهم، كمـا قـال الله عـز وجـل: ﴿ سَلامٌ قَوْلا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ﴾ [ يس : 58 ] . وقـال القرطبي : وقيل: هذه التحية من الله تعالى، والمعنى: فيسلمهم من الآفات، أو: يبشرهم بالأمن من المخافات. وعلى ذلك فإنه يجوز للإنسان أن يقول لأخيه المسلم: الله يحييك، أو: الله يحييكم.
فتاوى اللجنة الدائمة
رقم الفتوى: 20477 تاريخ النشر في الموقع : 21/01/2018