الكافر الذي نطق بالشهادتين
ما حكم الكافر الذي في فراش المستشفى وهناك سمعناه يقول: لا إله إلا الله محمدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى وافاه الأجل. هل نحكم عليه بأنه أسلم أم لا؟
من نطق بالشهادتين قبل بلوغ الروح الحلقوم، و لم يكن يقولها في صحته ويتعاطى أنواع الشرك الأكبر، ثم مات فإنه يعد بذلك مسلـمًا، ويعامل معاملة المسلمين من حيث التغسيل والصلاة عليه، والدفن والدعاء له بالمغفرة والرحمة، يدل لذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: « إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر » [1] رواه أحمد والترمذي وغيرهما. وكذلك قصته عليه الصلاة والسلام مع عمه أبي طالب ، وعرضه الشهادة عليه، وهو على فراش الموت، لكنه أبى النطق بها كما في الصحيح. وفي الصحيح أيضا « أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عاد غلامًا يهوديًا في مرضه، وعرض عليه الإسلام فأسلم، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: (الحمد لله الذي أنقذه بي من النار » [2] . أما من كان ينطق بالشهادتين في حال صحته، ويعبد غير الله، كسؤال الأموات والاستغاثة بهم، وينذر ويذبح لهم فإن هذا لا يعتبر مسلمًا بمجرد نطقه بالشهادتين عند الموت، إلا إذا صرح بتوبته من شركه السابق. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
1) رواه من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما : أحمد 2/132 ، 153 ، والترمذي 5/547 برقم (3537) ، وابن ماجه 12/1420 برقم (4253) ، وأبو يعلى 9/462 برقم (5609) ، وابن حبان 2/395 برقم (628) ، والحاكم 4/257 ، والبيهقي في (الشعب) 12/365 برقم (6661) ، والبغوي 5/90- 91 برقم (1306)
2) أحمد 3/ 175 ، 227 ، 280 ، والبخاري في (الصحيح) 2/97 ، 7/6 ، وفي (الأدب المفرد) ص 185 برقم (524) ، وأبو داود 3/474 برقم (3095) ، والنسائي في (الكبرى) 8/9 برقم (8534) ، وأبو يعلى 6/93 برقم (3350) ، وابن حبان 7/227 ، 11/242-243 برقم (2960 ، 4884)
فتاوى اللجنة الدائمة
رقم الفتوى: 19603 تاريخ النشر في الموقع : 21/01/2018