صوم يوم عرفة
هل وردت أحاديث صحيحة في صوم يوم عرفة؟ ولماذا يصومه المؤمنون؟
ورد في حديث أبي قتادة عند البخاري وغيره ما يدل على استحباب صوم يوم عرفة، ووردت أحاديث أخرى في النهي عن صومه أصحها حديث عقبة بن عامر عند أحمد وأبي داود والترمذي وصححه وغيرهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَوْمُ عَرَفَةَ، وَيَوْمُ النَّحْرِ، وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ». وورد النهي عنه للحاج بخصوصه، وعلّلوه بأنه يضعفه عن الأذكار المشروعة في ذلك اليوم للواقف بعرفات، وحمل أكثر العلماء حديث أبي قتادة على هذا التخصيص، وقالوا: إنه يستحب صومه لغير الحاج، وقال بعضهم: يستحب إفطاره.
فأما علة الإفطار فلكونه ملحقًا بأيام العيد، وأما علة الصوم عند القائل به فلعلها مشاركة الحجاج بالعناية بالعبادة الممكنة في ذلك اليوم، فيصوم غير الحاج ويكثر من التكبير، فيكون ذلك مذكرًا له بعبادة الحج ومشوقًا إليها حتى تتيسر له إن شاء الله تعالى[1].
[1] المنار ج7 (1904) ص27.
فتاوى الشيخ محمد رشيد رضا
رقم الفتوى: 32 تاريخ النشر في الموقع : 03/12/2017