• الصيام والفطر بقول أهل الحساب أصحاب النتائج

    نريد بيان الحكم في مسألة الصيام والإفطار على حساب النتائج المصرية والتونسية لتعذر رؤية الهلال علينا هنا في حينه، والشيخ خليل يقول: (لا بمنجم) فهل يجزئ الصيام والإفطار بمقتضى تلك النتائج أم لا بد من الرؤية أم ماذا؟

    هذا السؤال غريب من مثل سائله الفاضل، فهو يعلم أن حكم الشرع في صيام رمضان والإفطار منه منوط برؤية الهلال إذا تيسر، وإلا فبإكمال عدة شعبان في الصيام، وعدة رمضان في الإفطار ثلاثين يومًا، وحكمة ذلك جعل العبادة ابتداء وانتهاء مما يتيسر العلم بمواقيته لكل جماعة ولكل فرد من الأمة، وحكمة عدم نوط هذا التوقيت بالحاسبين من علماء الفلك هو أن لا يكون أمر العبادة متوقفًا على أصحاب الفنون الذين لا يوجدون في كل مكان، وأن لايكون لأمثال هؤلاء الأفراد حكم فيها ولا رياسة، أو شبه رياسة دينية بسببها، ولعله لا يعلم أن أهل مصر وتونس أنفسهم لا يعملون بهذه النتائج في الصيام والإفطار، بل بإثبات رؤية الهلال أو إكمال العدة، ولكن قد يستعينون بها على الاستهلال فيرصدون الهلال في الليلة التي تنص على أنه يُرى فيها وفي المكان الذي يُرى فيه بالنسبة إلى مغرب الشمس.

    وقد استغربنا بناءه هذا السؤال على تعذر رؤية الهلال عليهم في إسبانية وهو لم يبين سببه، وقد كانت هذه البلاد (الأندلس) في حكم الإسلام، وكانوا يرون الهلال فيها، ولعل السائل ومن معه يقيمون في فندق أو دار لا يمكنهم الصعود إلى سطحها، أو لا يرى مكان الهلال من الأفق للواقف على سطحها ويتعذر عليهم رؤيته من سطح آخر أو من ضواحي البلد، فإذا تعذر عليهم ذلك بالفعل فلا يبعد أن يقال إنهم يعملون بحسابهم أو حساب من يثقون بعلمه، إذا قال: إن الهلال في ذلك البلد أو في أُفُقه أو يولد في وقت كذا، ويمكن رؤيته بالأبصار في ليلة كذا، فالليلة التي يمكن أن يرى فيها الهلال بالفعل هي أول الشهر الشرعي.

    واختلاف المطالع ثابت قطعًا، فلا يصح اعتماد من في إسبانية على نتائج مصر أو تونس بجعل أول الشهر فيها هو أول الشهر في مدريد[1].

    [1] المنار ج22 (1921) ص436-437.

    فتاوى الشيخ محمد رشيد رضا

    رقم الفتوى: 563 تاريخ النشر في الموقع : 03/12/2017

    المفتي: محمد رشيد رضا
    تواصل معنا

التعليقات

فتاوى ذات صلة