العمل في دائرة الجمارك
ما هو الحكم الشرعي في عمل المسلم في دائرة الجمارك، التي يخالطها أخذ ضرائب جمركية على التجار وغيرهم، حيث إن الضرائب هي المكوس التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله عن الغامدية حين تابت: «لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا صَاحِبُ مَكْسٍ لَقُبِلَتْ» رواه البخاري، أفتونا مأجورين، حيث أني موظف أعمل في الجمارك، علمًا بأني أعمل في دائرة البحوث، وليست لي صلة مباشرة لتحصيل الضرائب الجمركية، وكذلك لا يخفى عليكم بأن الجمارك لا تختص بتحصيل الضرائب الجمركية بل تحمي البلاد والعباد من سموم المخدرات وغيرها.
الضرائب المأخوذة على البضائع الداخلة إلى الوطن من البلدان الأخرى تسمى بالمكوس، ويطلق عليها في عرفنا (الجمارك) وهي جائزة ما دام المسلمون بحاجة إليها، لإدارة مصالحهم العامة التي لا غنى لهم عنها، ما لم يترتب عليها ظلم، وعليه فلا مانع من العمل في دوائر الجمارك محاسبةً وتحصيلًا وغير ذلك، أما ما جاء في السنة النبوية من النهي عن العمل في المكوس وشدة إثم المكَّاس فإنما هو خاص بالمكوس الظالمة المأخوذة من أصحابها بغير حق، ومن غير حاجة المسلمين ومصالحهم العامة إليها، والله أعلم.