الصلاة مع الجلوس على الكرسي
انتشرت في هذه الأيام ظاهرة الجلوس على كرسي من بعض المصلين مع قدرتهم وتمكنهم من الجلوس على الأرض، فهل يصح ذلك منهم، أم الأولى لهم الجلوس على الأرض كما هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الكرام؟ أفتونا مأجورين.
وجزاكم الله خيرًا.
القيام والركوع والسجود من أركان الصلاة، من تركها قادرًا عليها في الفرض بطل فرضه، فإن عجز عنها أو عن واحدة منها سقط عنه ما عجز عنه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ» رواه البخاري والترمذي وأبو داود وابن ماجة وأحمد.
وعلى ذلك إذا عجز المصلي عن القيام صلى قاعدًا على الأرض ويسجد عليها، فإن عجز عن القعود أيضًا صلى كيفما شاء، ثم إن قدر على السجود على الأرض سجد عليها، وإن عجز عن ذلك صلى كيفما كان على الكرسي أو غيره بالإيماء، ويكون سجوده أدنى من ركوعه، ولا يرفع شيئًا إلى رأسه ليسجد عليه.
ثم إذا عجز عن القيام بهذه الأعمال بنفسه وقدر عليها بمساعدة غيره فالأرجح أنه لا يجب عليه الاستعانة لقوله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78].
ولقوله صلى الله عليه وسلم: «وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَاتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ» رواه أحمد، وللقاعدة الفقهية (إن الطاعة بحسب الطاقة) وعليه فلا بأس بالصلاة على الكرسي إذا لم يستطع المصلي القيام والسجود أو لم يستطع السجود فقط لمرض أو شيخوخة أو سفر يتعذر فيه القيام كالسفر بالطائرة أو غير ذلك.
والله أعلم.