• معالجة غير الفقراء من أموال الصدقات والزكاة

    نرجو التكرم بالإجابة على الأسئلة التالية تمهيدًا لإصدار (فتوى شرعية) حول المواضيع أدناه: أولًا: من المعروف والثابت أن صندوق إعانة المرضى يصرف أموال الزكاة والصدقات على علاج المرضى المعسرين، الذين أقعدهم المرض عن طلب الرزق.

    إلا أن هناك فئة من المرضى غير المعسرين يتقدمون لإدارة الصندوق بطلب المساعدة في العلاج، فهل يجوز مساعدة هؤلاء المرضى غير المعسرين، والذين تدفعهم بعض الظروف الطارئة إلى طلب العلاج من الصندوق، مع أنهم غير معسرين؟ وهل يجوز مساعدتهم من أموال فائض الاستثمار بشروط الصندوق؟ ثانيًا: نحمد الله ونشكره على تنامي وتزايد لجان الصندوق العاملة، التي تسعى جميعها جاهدة لتحقيق الأهداف العامة لصندوق إعانة المرضى، مما أثمر تفاعلًا ونشاطًا بارزًا دفع الكثير منها إلى محاولة إبراز وإعلان ونشر هذا النشاط داخل صالات وممرات وأروقة مقر الصندوق عن طريق تعليق صور هذه الأنشطة المنشورة في الصحافة، أو الصور الفوتوغرافية التي تعبر بشكل واضح عن نشاط اللجنة داخل وخارج الصندوق، فهل يجوز لهذه اللجان تعليق صور أنشطتها الفوتوغرافية أو المنشورة في الصحافة كما جاء واضحًا أعلاه.

    ثالثًا: عطفًا لما جاء أعلاه هل يجوز وضع صور الأشخاص في بوسترات الصندوق الدعائية والتثقيفية، علمًا بأنها أثمرت وتثمر نجاحًا في زيادة حث الناس على التبرع لمشاريع الصندوق الخيرية.

    رابعًا: يهدف صندوق إعانة المرضى إلى إعانة المرضى ماديًا ومعنويًا، ومن هذا المنطلق إقامة عدة محلات لبيع الزهور (تابعة للصندوق) في بعض مستشفيات الكويت، تهدف بالإضافة إلى استثمار أموال الصندوق، لتسهيل الأمر على الزائرين أثناء زيارتهم للمرضى بالمستشفيات، ودفعهم إلى شراء هذه الزهور، ومن ثم إهداؤها للمرضى في سبيل رفع معنوياتهم وإدخال البهجة والسرور عليهم، فالزهور منظر جميل يبعث الأمل في النفوس.

    فهل يجوز تقديم الزهور للمرضى في سبيل رفع معنوياتهم وبعث الأمل في نفوسهم وإدخال جو من البهجة والسرور عليهم؟

    1- إذا كانت الأموال المشار إليها من الزكاة، فلا يجوز الدفع منها ولا من فائض استثمارها لغير الفقراء والمساكين الذين لا يملكون نفقات العلاج، أما الصدقات العامة فلا مانع من إعطاء بعضها أو بعض فائض استثماراتها لبعض المرضى غير الفقراء إذا كان المتصدق بها لا يمنع من ذلك.

    2 و3- لا مانع من تعليق هذه الصور المسؤول عنها ووضعها في (بوسترات) ما دامت ذات فائدة -كما تقدم في الاستفتاء- ما لم تؤدّ إلى تفاخر، أو الدعاية لبعض الأشخاص، أو تصل إلى حد الإسراف والتبذير، أو تشتمل على صور نساء غير محجبات، وعلى أن يأذن أصحاب الصور بذلك.

    4- لا مانع من إهداء المرضى بعض الزهور عند عيادتهم من قبل أقاربهم وذويهم وغيرهم، ما دام ذلك يدخل البهجة إلى نفوسهم، وعلى أن يكون ذلك في حدود لا تدخل تحت الإسراف والتبذير والمباهاة، ولو استبدل بها ما يعود بفائدة أكثر على المرضى وما يحتاجون إليه، وما تمتد فائدته عليهم طويلًا كان أولى شرعًا، ولا مانع من أن يقوم الصندوق بتوفير هذه الزهور وبيعها لمن يعود المرضى، إذا كان ذلك بأسعار تساوي ثمن أمثالها في السوق، دون زيادة على ذلك.

    ثم إن ما جاء في فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية بتاريخ 29/3/1421هـ ضمن مقال تحت عنوان (في أي عصر نعيش) ومقال تحت عنوان (فقه معاداة الورود والأزهار) المنشورين في بعض الصحف والمجلات إنما تمثل رأي اللجنة الموقرة، والأمر محل اجتهاد، وليس فيه نص قاطع، وقد تتلاقى فيه الآراء أو تختلف، ولا يجوز في مثل هذه الأحوال التشنيع على القول المخالف ولا التشهير به، ولكن الواجب احترامه رغم عدم القول به.

    والله أعلم.

    مجموعة الفتاوى الشرعية

    رقم الفتوى: 5577 تاريخ النشر في الموقع : 05/12/2017

    تواصل معنا

التعليقات

فتاوى ذات صلة