التداوي بالخمر
إذا أمر أحد الأطباء المسلمين مريضًا مسلمًا بشرب مقدار من الخمر لأجل التداوي فهل يوجد مانع شرعي من ذلك؟
اختلف العلماء في التداوي بالخمر، فمنعه بعضهم مطلقًا، وأجازه بعضهم بشرط أن لا يقوم مقام الخمر غيرها في ذلك. ومَن عرف حكمة تحريم الخمر وأسبابه (علم أن) التداوي الحقيقي لا يتحقق فيه التحريم؛ لأنه لا يسكر ولا يضر، ولا يكون سببًا للعداوة والبغضاء، ولا يصد عن ذكر الله، ولا عن الصلاة. ولكن المؤمن المتقي يبعد عن المحرم بقدر الاستطاعة لئلا يأنس به، وكم من متدين سوّلت له نفسه شرب الخمر بحجة التداوي مكابرة لشعورها الخفي بالشهوة، ولم يكن هناك حاجة حقيقية إلى التداوي بالخمر، إلا أن تكون كلمة يرمي بها فساق الأطباء: «اشرب كذا لأجل تقوية المعدة»، فيشرب المغرور فينتعش فيعتاد فيدمن، فيكون من الفاسقين، ويضيع الدنيا والدين[1].
[1] [المنار ج6 (1903) ص826 يجب أن تكون 688].
فتاوى الشيخ محمد رشيد رضا
رقم الفتوى: 6 تاريخ النشر في الموقع : 03/12/2017