حكم إحراق المريض بعد موته
- عرض على الهيئة الاستفتاء المقدم من السيد/ماسي، إمام مسجد بمنطقة (قه جيو) ومدير مدرسة (...) بمقاطعة يوننان (الصين الشعبية)، ونصه: نحن إخوانكم من الصين، لدينا مشكلة كبيرة جدًا، وهي أنه قد قررت الحكومة الصينية حرق وسحق جثث جميع المرضى من جميع المذاهب والديانات دون استثناء، الذين يموتون في مرض (السارس) الالتهاب الرئوي غير النمطي (أو الطاعون العصري)، وذلك بسبب الخوف من انتشار المرض. وسؤالنا هو:
1- كيف يفعل المسلمون بموتاهم المصابين بهذا المرض، أفيدونا بأسرع وقت ممكن حيث إننا نواجه مشكلة كبيرة جدًا مع الحكومة والأهالي.
2- المرض يعتبر من أمراض الطاعون، فهل الذي يموت به من المسلمين يعد شهيدًا؟
1- يحرم شرعًا حرق جثث الذين ماتوا بهذا المرض (سارس) أو بغيره، لأن الشريعة الإسلامية كرمت الإنسان حيًا وميتًا، قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾ [الإسراء: 70]، ولأن الإسلام أوجب على المسلمين دفن موتاهم، كما حرم حرق الحيّ بالنار، وكذلك الحكم بالنسبة للميت؛ لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «كَسْرُ عَظْمِ الْمَيِّتِ، كَكَسْرِهِ حَيًّا» رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد، والنهي عن التمثيل بالميت وإهانته عام، والحرق أكبر إهانة للميت من كسر عظمه، لأن كسر عظم الميت تبقى معه الصورة الإنسانية مكرمة، ومع الحرق لا يبقى إلا الرماد، علمًا بأنه لم يثبت لدى الهيئة انتقال هذا المرض من الموتى إلى الأحياء. إلا أنه إذا كان ذلك سيؤدي إلى تصادم مع السلطات الرسمية وإلى فتنة فلًا يجوز التصادم مع السلطات، وليكن الاستنكار بالقول حسب المستطاع، ثم بالقلب على ذلك الفعل.
2- من مات من المسلمين بمرض من الأمراض السارية أو الخطيرة كالطاعون وغيره، ومنه هذا المرض المسمى بـ (سارس) يعد عند الله من شهداء الآخرة، إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.
ملاحظة: تكررت هذه الفتوى في مجموعة الفتاوى الشرعية رقم: 6237.