• الحد الذي تسقط به فرضية الأمر والنهي

    ما هو الحد الذي إذا بلغه المؤمن سقطت عنه تبعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا سيما في هذا الزمن الذي عمت شروره، وطمت من الفساد بحوره؟

    قد اختلف العلماء في هذه المسألة ما بين مشدد ومخفف، وينبغي لكل أحد أن يحاسب نفسه في هذا وأمثاله، وإذا كانت المنكرات في زماننا أكثر منها في أزمنة أولئك العلماء، كالغزالي والشاطبي وابن تيمية، فإن في زماننا من حرية القول في مثل هذه البلاد ما لم يكن في أزمنتهم.

    وإننا نرى سفهاء الجرائد يطعنون أشد الطعن وأقذعه في الأمراء والوزراء والعلماء ولا يصيبهم أذى، فأجدر بمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بالنزاهة والأدب وحسن النية ألا يصيبه أذى.

    ولا خلاف بين العلماء في سقوط الفريضة عمن يخاف على نفسه أذىً كبيرًا، ورخّص بعضهم في الترك لمن يعتقد أن أمره ونهيه لا يفيد، ولكن استفتِ قلبك وما أنا ممن يستطيع أن يضع لك حدًّا، ولا ينبغي أن تنسى أن هذه الفريضة هي سياج الدين فلولا ترْك القيام بها لما فشت المنكرات إلى هذا الحد. [1]

    [1] المنار ج31 (1930) ص ‏128.

    فتاوى الشيخ محمد رشيد رضا

    رقم الفتوى: 835 تاريخ النشر في الموقع : 03/12/2017

    المفتي: محمد رشيد رضا
    تواصل معنا

التعليقات

فتاوى ذات صلة