• شرح حديث: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ ... »

    ما معنى الحديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ»، رواه مسلم؟

    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ»، رواه مسلم.

    هذا إخبار من النبي صلى الله عليه وسلم عن الحكمة في خلق الزَّلل والذنب في الإنسان؛ وهي إشعاره بأنَّ له ربًّا يأخذ بالذنب ويعاقب عليه، فيرجع إليه متذللًا خاشعًا طالبًا العفو وقبول توبته فيكسر بذلك شموخ أنفه وترفعه وإعجابه بنفسه، ويجعله يشعر بالعبودية لله رب العالمين، ويقوِّم اعوجاج نفسه بنفسه، ويعترف لله بنقصه وحاجته إليه.

    وذلك دليل العبودية وتقوى الله عز وجل، كما في قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ[١٣٥]﴾[آل عمران: 135].

    وليس معنى الحديث الدعوة إلى الذنب، ثُمَّ التوبة منه؛ لأنَّ ذلك دعوة إلى المعاصي، والله إنَّمَا يأمر بالعدل والإحسان، ويأمر بالطاعة وينهى عن المعصية، كما تدلُّ على ذلك الأدلة المتكاثرة في الكتاب والسنة.

    والله تعالى أعلم.

    دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

    رقم الفتوى: 38-2 تاريخ النشر في الموقع : 06/12/2017

    تواصل معنا

التعليقات

فتاوى ذات صلة