• شروط الإمام

    ما هي الشروط التي يجب أن تتوفر فيمن يتولَّى وظيفة إمام وخطيب، من حيث العلم والفقه والحفظ لكتاب الله تعالى، وما يترتب على ذلك في حالة عدم الالتزام؟

    يشترط في الإمام شروط كثيرة، لا يحلّ له أن يتقدم للإمامة حتى تتوفر فيه، وهي: الإسلام، والذكورة -إذا كان إمامًا لرجال- والعقل، والتمييز، والطهارة من الحدث الأصغر والأكبر، ومن النجاسة في الثوب والبدن والمكان، والقراءة، وهو أن يحسن قراءة الفاتحة، وعلمٌ بما تصحّ به الصلاة من الأحكام. وتكره إمامة فاسق بعدل، وبدويٍ بحضري، وصاحب سلس أو قرح بصحيح. وعند بعض أهل العلم لا تصح إمامة بدعي ببدعة غير مكفّرة.

    فإذا اختل شرط من الشروط السابقة لم تصح إمامته، فإن ائتم به أحد مع علمه بحاله لم تصح صلاته، ووجبت عليه الإعادة. فإن كان فيه ما يكره صحت القدوة به مع الكراهة.

    وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم للإمامة معيارًا ينبغي أن يراعى ولا يغفل عنه، وذلك ما أخرجه مسلم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: «يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى، فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً، فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ، فَإِنْ كَانُوا فِي السُّنَّةِ سَوَاءً، فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً، فَأَقدمهم إسلامًا، -وفي رواية: سنًا-، وَلَا يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي سُلْطَانِهِ، وَلَا يَقْعُدُ فِي بَيْتِهِ عَلَى تَكْرِمَتِهِ إلَّا بِإِذْنِهِ»، فإن هذا الحديث أصل في صفات الأئمة، وبيان الأحق بالإمامة.

    وعليه فحيث كان الإمام فاقدًا لشرط من شروط صحة إمامته، وقد عُيِّن إمامًا، فإنه يُبيَّن لِمنْ عيَّنه عدم صلاحيته للإمامة حتى يأتي بالأصلح، فإن أصرَّ عليه لم تجز القدوة به بحال.

    والله تعالى أعلم.
     

    دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

    رقم الفتوى: 129 تاريخ النشر في الموقع : 06/12/2017

    تواصل معنا

التعليقات

فتاوى ذات صلة