الحوار مع الخطيب خلال الخطبة
ذهبت متأخرًا إلى صلاة الجمعة ولم أجد مكانًا داخل المسجد، فجلست في الخارج لسماع الخطبة، وكان الجو حارًا، علمًا بأن كثيرين كانوا يصلون في الخارج فهل يمكن تذكير الإمام وهو يخطب بأن ينتهي من خطبته بسرعة حتى لا نتعرض لضربة الشمس؟
على الخطيب أن يراعي أحوال الناس ويقدر ظروفهم بحيث لا يملّهم منه، ولا يُخِلُّ بخطبته كما هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم حيث كانت صلاته قَصْدًا وخطبته قَصْدًا كما أخرج ذلك مسلم من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه.
هذا أول ما ينبغي التنبيه عليه، حتى لا يقع الناس في الحرج ولعلهم ينفرون منه أو من صلاة الجمعة كلّيَّة.
أما الكلام أثناء الخطبة مع الخطيب أو مع غيره فإنه حرام عند الجمهور ومكروه عند السادة الشافعية لما أخرج مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ أَنْصِتْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ، فَقَدْ لَغَوْتَ».
وأخرج أبو داود من حديث علي رضي الله عنه يرفعه: «مَنْ قَالَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِصَاحِبِهِ: أَنْصِتْ فَقَدْ لَغَا، وَمَنْ لَغَا فَلَيْسَ لَهُ فِي جُمُعَتِهِ تِلْكَ شَيْءٌ».
ناهيك عن أن التجرؤ على الخطيب أمام الناس يذهب هيبته وفائدة الخطبة وأثرها في النفوس، بل ذلك ضرب من التشنيع والتعيير الذي ينفِّر ولا يحقق الغرض، وقد يجعل الأمر فوضى في المسجد وتنقلب إلى فتنة بدل ما يراد من الجمعة والخطبة من الود والرحمة والعطف.
فعليه أن لا يفعل ذلك، وإذا أراد أن ينصحه فبعد فراغه من الخطبة والصلاة ويكلمه سرًا، بإخلاص، قصدًا، للنصح وتحقيق المصلحة، فهذا هو هدي الإسلام في مثل ذلك.
والله تعالى أعلم.
دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي
رقم الفتوى: 174 تاريخ النشر في الموقع : 06/12/2017
تواصل معنا