حكم من رضع ثدي امرأته
رجل رضع ثدي امرأته ما حكمه في الشرع هل تحل له أم لا؟
رضاع الرجل الكبير لا تثبت به البنوة؛ فإن جماهير السلف والخلف على أن الرضاعة المُحرِّمة ما كانت في الصغر، إذ يكون مدار نمو البدن على الرضاع الذي أشير إليه في الأحاديث، بأنه ما كان من المجاعة، وقبل الفطام والفصال، وما فتق الأمعاء في الثدي، أي في أيام الثدي، وهي سنتان عند الجمهور، وسنتان ونصف عند أبي حنيفة وهنالك أقوال أخرى متقاربة.
ولا معارض لذلك إلا حديث عائشة في مسألة سالم مولى أبي حذيفة، فإنه كان يدخل على امرأته وهو صغير، وكان عبدًا له فأعتقه، فلما بلغ الحُلم صار يشق على أبي حذيفة دخوله على أهله فذكرت زوجه سهلة بنت سهيل ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لها: «أَرْضِعِيهِ، تَحْرُمِي عَلَيْهِ» ففعلت، فزال ما في نفس أبي حذيفة، وقد تأوَّل الجمهور من السلف والخلف هذا الحديث بأنه فتوى خاصة في حال ضرورة، إذ كان أبو حذيفة وأهله في حاجة شديدة إلى خدمة هذا الغلام الذي رباه هو وامرأته صغيرًا، وقال بعض فقهاء الحديث: أنه يقصر على مثل هذه الحال من الضرورة، وما كان كذلك في مراعاة المصلحة لا يدخل فيه هدم أكبر المصالح الزوجية وهو تحريم المرأة على زوجها إذا مص ثديها عن شهوة ومداعبة، فيحكم عليه بأنه صار ولدًا لها كأولاده منها، على أنه ينبغي اتقاء ذلك احتياطًا. [1]
[1] المنار ج32 (1931) ص 32.
فتاوى الشيخ محمد رشيد رضا
رقم الفتوى: 902 تاريخ النشر في الموقع : 03/12/2017