حكم استخدام الخدم
هل في استخدام الخدم ضرر؟
استخدام الخدم إذا لم تراع فيها الأحكام الشرعية والآداب المرعية يكون ضرره كبيرًا، وأثره على المجتمع عظيمًا، لما يُحدث هذا الاستخدام من الاختلاط بالنساء وما يحدث من استخدامهم من فساد الأخلاق واللغة وفتور العزائم.
أما إذا استخدم كخادم يقوم بواجبه فيما أنيط به كسائق أو ناطور، أو مزارع، أو المرأة في خدمة البيت، أو تربية الأولاد من غير أن يحدث في ذلك اختلاط، ولا تساهل، ولا تجاوزات، فإنه والحالة هذه لا حرج فيه، لأن الحاجة داعية إلى مثله فإن الإنسان كما قالوا: مدني بالطبع يحتاج إلى غيره ويحتاج غيره إليه، ولكن لتكن الأمور منضبطة، والدين مصونًا والقيم مرعية، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله تعالى.
وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم ابنته السيدة فاطمة عليها السلام لما طلبت منه خادمًا يكفيها مؤنة الطحين ونحوه فقال لها: «أَلَا أَدُلُّكِ عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْ خَادِمٍ؟ تُسَبِّحِينَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتُحَمِّدِينَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وتُكَبِّرِينَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ حِينَ تَأْخُذِينَ مَضْجَعَكِ، فَذَلِكَ خَيْرٌ لَكِ مِنَ خَادِمٍ»، كما أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وكما قال الشاعر: عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ ... وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ والله تعالى أعلم.
دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي
رقم الفتوى: 1286 تاريخ النشر في الموقع : 06/12/2017
تواصل معنا