عاقبة التناحر بين المسلمين ونصارى الإفرنج
أرى تناحرًا كبيرًا بين الإسلام والمسيحية في هذه الأيام، وأرى تيقظًا من المسلمين، ونشاطًا من الدعاة المسيحيين، ولدي كثير من عقلاء الأوربيين غيروا رأيهم في الإسلام، فهل يمكن لنا أن نتفاءل بأن الإسلام يظفر بالمسيحية، ولو بعد حين طويل مع ما نراه من وقوع بلاد المسلمين في براثن الاستعمار المسيحي؟
لا شك عندي في أن ما ذكره السائل من التمادي بيننا وبين الإفرنج الذين اتخذوا النصرانية آلة لمقاومة الإسلام والقضاء عليه لمصلحتهم الاستعمارية، ستكون عاقبته للمسلمين بشرطها الذي بيّنه الله لنا في كتابه، وقد فصلت هذا مرارًا كثيرة في التفسير، وفي المنار وفي تاريخ الأستاذ الإمام.
فإنه كان يعتقد هو وأستاذه حكيم الإسلام السيد جمال الدين الأفغاني قدس الله أرواحهما أن جميع شعوب الإفرنج سيدخلون في الإسلام وينهضون به، وقد أقمت الحجج على هذا وبنيت عليه دعوتهم إلى الإسلام في كتابي الوحي المحمدي وهو الكتاب الذي يترجم الآن في بضع لغات، وقد نفدت نسخ طبعته الأولى في أربعة أشهر، ويعاد طبعه مرة ثانية في هذه الأيام. [1]
[1] المنار ج33 (1933) ص512.
فتاوى الشيخ محمد رشيد رضا
رقم الفتوى: 977 تاريخ النشر في الموقع : 03/12/2017