نشر صور عيسى وأمه عليهما السلام وتوزيعها
مرفق مع هذا الخطاب صورة عن بطاقة تباع لغرض التهنئة بعيد الميلاد مرسوم عليها صورة للسيدة العذراء ولعيسى نبي الله عليه الصلاة والسلام وهو طفل صغير، ويتم توزيعها مجانًا في مستشفيات الكويت، ورغم أنه غير مسجل عليها أنها لعيسى عليه السلام إلا أنها توزع وتعلق في الأجنحة وبين المرضى على أنها للعذراء وللمسيح عليه السلام بمناسبة العام الجديد.
لهذا نتقدم إليكم بطلب بيان الحكم الشرعي في توزيعها وبيعها للمسلمين ولكون هذا العمل من أعمال التبشير بالنصرانية وخصوصًا بين المرضى.
راجين التكرم بإفادتنا في ذلك والله يحفظكم ويرعاكم.
وبعد أن اطلعت اللجنة على المرفق المتضمن صورة فيها ادعاء أنها للسيدة مريم وابنها عيسى عليهما السلام.
إن الإيمان بأنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام جزء من عقيدة المسلم، لا يكمل إيمانه إلا به، قال الله تعالى ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ[٢٨٥]﴾ [البقرة: 285].
ومن مقتضى هذا الإيمان أن يكرم المسلم جميع أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام.
- وقد كرم القرآن الكريم (مريم) في آيات كثيرة، وخصها بسورة سميت باسمها، وأخبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنها من سيدات نساء العالمين حيث ورد في الحديث الشريف «خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ» رواه ابن حبان[1] في كتاب المناقب.
- ومع ذلك فإنه لا يجوز تصوير أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام، لأن ذلك يعني الكذب عليهم والكذب عليهم محرم شرعًا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» متفق عليه[2].
- كما لا يجوز شرعًا تعظيم الصلبان ونحوها أو اقتناؤها أو بيعها أو تداولها أو صنعها لما يعنيه ذلك من تعظيم شعائر الأديان المخالفة للإسلام، وبما يعنيه ذلك من وهن في عقيدة المسلم، ولأنه أسلوب من أساليب ترويج التنصير في المجتمع المسلم، وذلك لا يجوز شرعًا، فضلًا عما في رسم مريم وعيسى عليهما السلام بصورة منتحلة من الافتراء وامتهانهما بتصويرهما على غير حقيقتهما.
وعليه: فإن توزيع تلك البطاقات بقصد التهنئة بعيد الميلاد أو تعليقها في المستشفيات وغيرها حرام شرعًا، والله أعلم.
2) البخاري (رقم 107)، مسلم (رقم3).