إجماع الصحابة على خلافة أبي بكر رضي الله عنه
هل جرى النبي العربي محمد بن عبدالله عليه السلام على سنة الأنبياء من قبل واختار خليفته من بعده، كما اختار موسى أخاه هارون؟ أو هو لم يفعل ذلك؟
الدعوى بأن جميع الأنبياء اتخذوا خلفاء من بعدهم لم يقم عليها دليل، وقد ثبت تاريخيًا أن هارون عليه السلام توفى قبل موسى عليه السلام، فكيف كان خليفة له؟ وإنما استخلفه موسى عليه السلام حين ذهب لمناجاة ربه كما قال تعالى: ﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ[١٤٢]﴾ [الأعراف: 142] وخلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه كانت بإجماع الصحابة على مبايعته، ولم يرد نص صريح باستخلافه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كاستخلافه للصلاة بالناس حين مرض، فقال الصحابة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رضيه رسول الله لديننا أفلا نرضاه لدنيانا)، وكالإشارة إلى فضله على غيره من الصحابة.
والله أعلم.