• من صلى بالناس الجمعة في مرض النبي صلى الله عليه وسلم

    لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفي به، فمن صَلَّى بالناس الجمعة التي وقعت في حال مرضه صلى الله عليه وسلم؟ ومن الذي خطب بهم الخطبة؟ أفيدونا مأجورين.
     

    قالوا: إن النبي صلى الله عليه وسلم مَرِضَ مَرَضَ الموت في أواخر صفر أو أوائل ربيع الأول، وقالوا: إن المرض قد اشتد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث ليال، وقالوا: إنه توفي حين اشتد الضحى من يوم الاثنين، وقالوا: إن أبا بكر رضي الله عنه هو الذي كان يصلي بالناس بأمره -عليه الصلاة والسلام- في المدة التي لم يكن يستطيع الخروج فيها، وقالوا: إنه خرج في صبيحة يوم الاثنين، وأبو بكر يصلي الصبح بالناس، فضحك سرورًا برؤيتهم وكادوا يفتنون في صلاتهم فرحًا به، إذ ظنوا أنه عوفي، وأراد أبو بكر أن يتأخر ليتم صلى الله عليه وسلم الصلاة بالناس، فأشار إليه بأن يمضي في صلاته.

    وقال بعضهم: إن أبا بكر صلى في الناس سبع عشرة صلاة، ولم أرَ أحدًا قال: إن منها صلاة الجمعة.

    ورأيت في الإحياء أن ابتداء الإذن لأبي بكر رضي الله عنه بالصلاة بالناس كان في أول ربيع الأول، فإذا كانت وفاته صلى الله عليه وسلم في الثاني عشر منه كما هو المشهور، فالصلوات التي أمَّ أبو بكر بها الناس كانت متفرقة، ومنها الليالي التي اشتد بها المرض، فلا عجب إذا كان صلى الله عليه وسلم هو الذي صلى بالناس آخر جمعة من أيام حياته الشريف[1].

    [1] المنار ج10 (1907) ص534-535.

    فتاوى الشيخ محمد رشيد رضا

    رقم الفتوى: 240 تاريخ النشر في الموقع : 03/12/2017

    المفتي: محمد رشيد رضا
    تواصل معنا

التعليقات

فتاوى ذات صلة