• الالتزام بالكتاب والسنة

    في حديث مسلم عن عامر بن عبده قال: قال عبد الله: «إِنَّ الشَّيْطَانَ لِيَتَمَثَّلُ فِي صُورَةِ الرَّجُلِ، فَيَأْتِي الْقَوْمَ فَيُحَدِّثُهُمْ بِالْحَدِيثِ مِنَ الْكَذِبِ، فَيَتَفَرَّقُونَ فَيَقُولُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ: سَمِعْتُ رَجُلا أَعْرِفُ وَجْهَهُ وَلا أَدْرِي مَا اسْمُهُ يُحَدِّثُ».

    صحيح مسلم ‏ استفتاء: بسم الله الرحمن الرحيم قد أصدرت فتوى من بعض المجهولين في شمال باكستان بأن من لم يعتقد كعقيدتنا في هذه المسائل التالية ‏فهو وهابي أو فنجفيري وقد خدع بهذه الإشعارات والإعلانات كثير من الجماهير السذج ونصّ المسائل ‏كالتالي تفصيل بعض ما أرادوا.

    ‏1) التوسل بالذوات والتبرك بها جائز، والاستمداد من المقبور بطريق التوسل جائز.

    ‏2) وضع الأعلام على القبور وبناء القباب على بعض الخواص جائز.

    ‏3) (حيلة الإسقاط وجولان القرآن للميت جائز) يريدون بذلك حيلة معتادة في بعض بلاد الباكستان والهند ‏بأن جماعة ممن يدعى العلم يجتمعون إلى الجنازة وبعد صلاة الجنازة يجلسون على شكل الدائرة ويجيئ ‏ورثة الميت بالربيات أو الصابون يحملونها ويوضع في هذه الأشياء نسخة من المصحف ويدار هذا المال ‏والمصحف على هذه الحلقة ويقول كل واحد من الجلسان قبلت هذه الأشياء عن جميع ما وجب على هذا ‏الميت ثم يهبها إلى رجل آخر وهكذا بغير تمييز بين الغني والفقير وبغير وصية من الميت مع أن بعض ‏أولاد الميت صغار أو غائبون وربما يطول هذا العمل ويؤخر تكفين الميت وفي بعض الأوقات يكون وقوع ‏المطر أو شدة ضربات الشمس، ومن لم يشارك في هذه الحيلة يسمونه وهابيًا وفنجفيريًا.

    ‏4) سماع الموتى ثابت، ولا يزال كرامة الأولياء بالموت والشعور لا ينافي الموت، يريدون بهذا القول فتح ‏باب الشرك عند العوام وتصرف الأولياء في العالم بعد الموت وبدليل السماع يقدمون حوائجهم إلى القبور ‏ويكون سببًا لجمع الأموال وإهداء النذور إلى ضرائح الأولياء وذبح القرابين في المقابر تحت إشراف ‏السدنة العاكفين على القبور.

    ‏5) الصدقة من بيت الميت في اليوم الأول والثاني والثالث والتاسع والأربعين جائز.

    والتقديم أولى من التأخير، يريدون بذلك صنع الطعام في بيت الميت وتوزيع الحلويات وذبح الأبقار ‏والأغنام مثل العرس.

    ‏6) علم الغيب للأولياء ثابت في بعض الأوقات يريدون بذلك بأن الميت يعلم حال الزائر ويقضي حوائجه.

    ‏7) يجوز النداء إلى الغائب وقول القائل أعينوني بطريق التوسل جائز، يريدون بذلك الدعاء إلى غير اللّه ‏تعالى والاستمداد من غير اللّه.

    ‏8) ختم القرآن في المقبرة يجوز، يريدون بذلك الختمات المعتادة في بلاد الهند وباكستان وأفغانستان حيث ‏يجمعون إلى بيت الميت ويوزعون أجزاء القرآن على الحاضرين وبعد ساعة يرجعون الأجزاء ويوزع ‏عليهم الأموال من بيت الميت ولهم طريقة معلومة لا يقرؤون بغير الأجرة وإذا لم يعط صاحب الميت مالًا ‏كثيرًا يعيبونه ويهينونه.

    ‏9) قراءة سورة الروم والعنكبوت والملك في ليلة عشرين من رمضان يجوز، يريدون بذلك ما هو المعتاد ‏بأن الإمام بعد التراويح يوجه القوم ويقرأ الروم والعنكبوت ويحضر الناس إلى هذه القراءة ويجيء كل ‏واحد بالحلاوة أو شيء للأكل فينفث فيه الإمام بعد القراءة ويجمعون الفلوس والنقود للإمام ومن لم يعط ‏يلومه الناس.

    ‏10) الدعاء بهيئة الاجتماع، ثابت بعد السنة الراتبة وكذلك رفع اليدين ثلاث مرات، يريدون بذلك ما هو ‏المعتاد في بلاد الهند وباكستان وتركيا وأفغانستان بأن الإمام إذا صلى ينتظر في المحراب حتى إذا فرغ ‏الناس من السنة الراتبة يرفع الإمام يديه والقوم يرفع أيديهم فيدعون جميعًا ثلاث مرات وإذا لم يدع الإمام ‏هكذا يعزلونه من الإمامة ويقولون له هذا وهابي أو نجدي.

    ‏11) البيعة من المرشد الكامل ضرورة يريدون بذلك بأن الإنسان لابد له من مرشد ويعتقدون بأن هذا ‏المرشد يجيب عن هذا المريد في القبر سؤال النكير والمنكر ويحفظه عند النزع من سيطرة الشياطين ‏ويلقنه الشهادة ويعتقدون تصرفه في حياتهم.

    ‏12) لا يجوز التعلم والتعليم، ممن ينتسب إلى محمد بن عبد الوهاب يريدون بذلك جماعة إشاعة التوحيد ‏والسنة في جمهورية باكستان وهي جماعة‏ غير سياسية يدرسون القرآن الكريم ويفسرونه ولهم حركة قوية ضد الشرك والبدعة وضد عباد القبور ‏وضد السدنة الفجار الذين يجمعون الأموال على القبور ويرغبون الناس في الشرك.

    ومنهج تدريس هذه الجماعة هو نفس كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وشيخ شمس الدين ابن القيم ‏رحمه الله وشيخ محمد بن عبد الوهاب ورئيس هذه الجماعة شيخ القرآن والحديث صاحب المصنفات ‏النفيسة محمد طاهر من بلدة فنجفير باكستان.

    يجب على المسلم أن يلتزم بالكتاب والسنة في جميع شئون حياته وأن لا ‏يخرج عن هديهما، وأن لا يكون سببًا في إثارة الخلاف والبلبلة بين المسلمين، وأن ‏يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وأن يجتنب إثارة الفتنة بإنكار بعض ‏القضايا الخلافية التي يجوز فيها الخلاف بين المسلمين، فالإنكار لا يصلح إلا فيما ‏يكون كفرًا بواحًا، أو مما أجمع المسلمون على إنكاره.

    والله أعلم.

    مجموعة الفتاوى الشرعية

    رقم الفتوى: 1715 تاريخ النشر في الموقع : 04/12/2017

    تواصل معنا

التعليقات

فتاوى ذات صلة