• الاجتهاد في الأديان

    أليس عصرنا الحاضر في كل دين عصر الاجتهاد فيطلب من أصحاب الدين أن يتمسكوا به ليس لأنهم هكذا وجدوا آباءهم، لكن لأنهم تدققوا فوجدوا الدين نافعًا لأنفسهم وللهيئة الاجتماعية أكثر من أي شيء في الدنيا؟

    إن القرآن أوجب الاجتهاد والاستقلال في فهم الدين والاستدلال الذي ينتج اليقين في كل زمن وكل عصر، وإن الحاجة إلى هذه الهداية في هذا العصر أشد؛ لانتشار التعليم الاستقلالي وحرية الفكر فيه، فصار التقليد فيه أضر مما كان في العصور التي قبله.

    وآيات القرآن في ذم التقليد واتباع الآباء والأجداد صريحة لا تحتمل التأويل، ولكنها لم تمنع أدعياء العلم الدجالين من تحريم الاجتهاد وذم الاستقلال.

    ولولا رواج دعوة هؤلاء الدجالين واغترار كثير من العوام لهم، لكان المسلمون على أحسن حال، ولما صاروا حجة على الإسلام ينفرون الناس عنه بجهلهم وصدودهم عنه؛ لستر جهلهم، حتى صاروا يحرمون العلم بالدين نفسه، وهو المسمى عندهم بالاجتهاد الذي أوجبه الله، ويوجبون الجهل وهو التقليد الذي حرمه الله تعالى[1].

    [1] المنار ج25 (1924) ص191-192.

    فتاوى الشيخ محمد رشيد رضا

    رقم الفتوى: 643 تاريخ النشر في الموقع : 03/12/2017

    المفتي: محمد رشيد رضا
    تواصل معنا

التعليقات

فتاوى ذات صلة