• معنى حديث «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»

    ما معنى حديث: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» إذا كان حديثًا صحيحًا ليس بموضوع؟

    معنى الحديث: مَن تكلف أن يكون شبيهًا بقوم في أفعالهم ومزاياهم فإنه يعد منهم، فالذي يتكلف البذل تشبهًا بالأسخياء الأجواد يعد سخيًّا جوادًا وقد يصير منهم بالفعل، فإن التكلف ينتهي غالبًا بأن يصير مَلَكَة كما ورد: «العلم بالتعلم والحلم بالتحلم».

    ومن المعلوم بالبداهة أن الإنسان لا يميل إلى التشبه إلا بمن يراه فوقه وأفضل منه، فكل من يترك شيئًا مما هو عليه وقومه من العادات والتقاليد والآداب والأعمال ومنها الأزياء ويستبدل بها ما عليه غيره وغير قومه في معناها فإنما يفعل ذلك لاحتقار ما تركه، وتفضيل ما تكلفه عليه.

    ولذلك كان يكره النبي صلى الله عليه وسلم التشبه بأهل الكتاب في عاداتهم وأعيادهم وغير ذلك، وينهى عنه.

    فهو في الديانات محرم وفي العادات مكروه، وكان عمر بن الخطاب أمير المؤمنين ينهى جيوشه عن التشبه بالأعاجم الذين يفتحون بلادهم، ويحتم عليهم المحافظة على مشخصاتهم العربية. وقد فصّلنا ذلك مرارًا. [1]

    [1] المنار ج31 (1930) ص ‏737.

    فتاوى الشيخ محمد رشيد رضا

    رقم الفتوى: 886 تاريخ النشر في الموقع : 03/12/2017

    المفتي: محمد رشيد رضا
    تواصل معنا

التعليقات

فتاوى ذات صلة