• عداوة اليهود ومودة النصارى للمسلمين

    لليهود توراة، وللنصارى كذلك توراة، فهل بينهما اختلاف، وهل اليهود أقرب في ديانتهم من حيث التوحيد إلى المسلمين أم إلى النصارى، وإذا كانوا أقرب إلى المسلمين كما يظهر لي، فلم كانت العداوة بيننا وبينهم أشد مما هي بيننا وبين النصارى كما ذكر القرآن الكريم في سورة المائدة، وكما هو متوارث لدينا؟

    قد بينت في تفسير آية المائدة في هذا الموضوع أنها نزلت في يهود الحجاز ونصارى الحبشة وموضوعها العداوة والمودة لا العقيدة، فراجعه.

    وأما قولكم: إن مضمون الآية في الفريقين متوارث بين المسلمين إلى اليوم، فهو خلاف الواقع لأن اليهود بعد الفتوحات الإسلامية لم يعادوا المسلمين كما عادوهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم لم يذوقوا طعم الحرية ولم ينجوا من اضطهاد النصارى لهم إلا في ظل الحكومات الإسلامية في فلسطين وسورية ثم في الأندلس ثم في الترك، وإنما يعادوننا اليوم في فلسطين لأنهم يريدون سلبها منا، وأما النصارى فقد أسسوا عداوة الإسلام بالحروب الصليبية، ويغذيها الاستعمار الأوربي والتعليم الكنسي الإفرنجي إلى اليوم.

    وإذا لم توجد هذه الأسباب يكون النصارى بطبيعة دينهم أقرب إلى المودة مع المسلمين لأن اليهود أصحاب أثرة وعصبية نسبية موسوية، وقد بينت هذا في تفسير الآية أيضًا. [1]

    [1] المنار ج33 (1933) ص512.

    فتاوى الشيخ محمد رشيد رضا

    رقم الفتوى: 975 تاريخ النشر في الموقع : 03/12/2017

    المفتي: محمد رشيد رضا
    تواصل معنا

التعليقات

فتاوى ذات صلة